سيمفونية الضوء

… LightSymphony … فراس ابوالسعود …

أساسيات التصوير الرقمي

نشر هذا المقال في العدد الخامس من مجلة الخط في شعبان 1432 هـ

ما هي أفضل ماركة للكاميرات؟

يردني هذا السؤال بشكل مستمر وأنا متأكد من أنه يرد لأغلب المصورين والجميع يريد ان يعرف أية ماركة هي الأفضل؛ هل هي كانون أم نيكون أم فوجي ام غيرهم؟ الجواب هنا هو أن جميع تلك الشركات موجودة في هذا المجال منذ وقت طويل مما سمح لها بتطوير منتجاتها وبقاؤها إلى الآن في المنافسة يثبت جودتها بشكل قاطع. إذن ما الفرق ما بينها ولماذا نجد البعض يفضل ماركة على اخرى؟ الجواب هنا هو ان الموضوع شخصي أكثر مما هو تقني. أغلب المصورين بدأ بماركة معينة أو بناءً على أنه رآها لدى مصور أخر واعجب بمميزاتها أو أن من حوله يستخدم هذه الكاميرا وهكذا يصبح من محبي هذه الماركة خصوصا أنه في حال ما أراد ان ينتقل الى موديل أحدث فإنه بالطبع لا يريد ان يخسر الملحقات الموجودة معه من عدسات وفلاشات وغيرها لذلك فإنه يتوجه لنفس الماركة. أيضا عندما يريد الشخص ان يشتري كاميرا فانه يسأل من حوله عن الأفضل واغلب الاجابات التي تاتيه تكون بناء على الكاميرا الموجودة لدى الشخص المسئول ولذلك ترى اغلب الاشخاص القريبين من بعض لديهم نفس الماركة وهذا بالطبع امر ايجابي حتى يتم تبادل المعلومات والخبرات واحيانا المعدات بين المصورين.

هل اشتري كاميرا احترافية (SLR) ام كاميرا مدمجة (Compact) ؟

السؤال الاخر الذي يتكرر كثيرا هو عن النوعية التي يفضل شراؤها والجواب هنا تحكمه عدة اشياء: الحجم/الوزن, نوع الاستخدام, وأخيرا وليس أخراً الميزانية.

الكاميرا المدمجة يكون حجمها صغيرا ويمكن ان تكون موجودة بشكل يومي اما في الجيب للرجل او في الشنطة للمرأة وسعرها متاحاً للجميع كباراً وصغاراً (تبدأ من 300 ريال). من مميزاتها الاخرى انها سهلة الاستخدام واغلب اعداداتها تكون بشكل اوتوماتيكي (تسمى ايضا صوب وصور Point and Shoot) واغلبها يأتي مع امكانية تصوير الفيديو. أما عن نقاط الضعف فيها فهي أن عدستها ثابتة ولا يمكن ترقيتها. نقطة ضعف أخرى هي أن دقتها ليست عالية ونسبة التشويش فيها عالي. أما عن أكبر نقطة ضعف بالنسبة لي فهي أن أغلبها تكون قوة الفلاش فيها ثابته بحيث أن استخدامه يغير ملامح الصورة تماما.

أما الكاميرات الاحترافية فهي ما يستخدمه جميع المصورين المحترفين وأذكر أنني كنت أعتقد أنها أمراً معقداً ولم أفكر في التحويل لها إلا بعد أن قام ابن عمي زيد بشراء واحدة وقمت بتجربتها وأعجبتني مميزاتها التي ألغت كل ما كنت أراه عيباً في كاميرتي الشبه احترافية السابقة وقمت حينها بالتحويل لها. هذا النوع من الكاميرات يعطيك تحكما كاملاً بكل الاعدادات (سنتحدث عن الاعدادات في الاعداد القادمة ان شاء الله) من أهم مميزات هذا النوع هو أن العدسة ليست ثابتة بل هناك أنواع كثيرة من العدسات لكل المجالات وأنواع التصوير التي تطرقنا لها في الأعداد السابقة ويتم تغيير العدسة على حسب الموضوع الذي يتم تصويرها فهناك عدسات مناسبة لتصوير المناظر الطبيعية واخرى للبورتريه واخرى للماكرو وهكذا. الدقة في هذا النوع عالية جدا والالوان مشبعة بشكل اكبر من الكاميرات المدمجة. ميزة اخرى هي تواجد العديد من الإكسسوارات الخاصة بكل نوع من فلاشات وأجهزة تحكم عن بعد وأجهزة قياس الضوء وغيرها مما يساعد المصور المحترف على إظهار عمله بأفضل شكل ممكن وبإحترافية تامة. بعض الكاميرات الإحترافية تأتي بفلاش مدمج ولكن مرة أخرى للفلاش المدمج هنا نفس نقاط الضعف الموجود لدى الفلاش المدمج في النوع السابق ذكره ولكن الجميل هنا هو وجود فلاش مستقل (يباع بشكل منفرد) لها مميزات احترافيه ويمكن التحكم فيه بشكل تام ويتزامن عمله مع اعدادات الكاميرا مما يلغي التأثير السلبي للفلاش نسبياً أو حتى كلياً. خاصية اخرى مهمة في الكاميرات الاحترافية هي نقاط التركيز (الفوكس) حيث انها هنا تكون كثيرة ويمكن التحكم بها عن طريق الكاميرا بحيث تجعل التكريز والحدة متركزان في العنصر الرئيسي للصورة.

أرى أيضا أنه من المهم أن نتطرق ولو بشكل مختصر عن الكاميرات الشبه احترافية وهي الكاميرات الموجودة بين الكاميرات المدمجة والكاميرات الاحترافية وأغلبها يكون ذو عدسة ثابتة وحجم مقارب للكاميرات الاحترافية وبها من الأدوات ما يماثل تلك الموجود في الكاميرات الاحترافية ولكن بشكل مختصر مثل التحكم بسرعة الشتر وفتحة العدسة والايزو (سنتحدث عنها لاحقا).. الخ وايضا التحكم بنقاط التركيز (الفوكس) وان كان عددها اقل من الكاميرات الاحترافية.

و يجب هنا ان نذكر أمراً مهما وهو أن المصور هو من يصنع الصورة لا الكاميرا فهو من يحدد العناصر والاعدادات الزاوية والتوقيت…الخ وتبقى الكاميرا عنصرا مساعدا لا اكثر وهنا أضرب مثالا أكرره بشكل دائم وهو الصديق أيمن الجماز (http://aljammazphotography.com/photography) الذي اخرج اعمالا رائعة الجمال وذات دقة عالية بكاميرا شبه احترافية وقال في احدى محاضراته أنه لم يقرر التوجه للكاميرا الاحترافية (عام 2008) الا بعد أن أصبح واثقا أنه قد أخرج من الكاميرا كل ما بإمكانه اخراجه ولم يعد هناك مجال لإخراج المزيد.

بعدسة الفنان أيمن الجماز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll Up