سيمفونية الضوء

… LightSymphony … فراس ابوالسعود …

مقبرة الشباب

سابقا كانت الأمراض والحروب هي المسبب الأول للوفاة في ظروف غير طبيعية ولكن في الآونة الاخيرة تراجعت تلك الأسباب وحلت الحوادث المرورية في المركز الاول بكل جدارة كأكبر مسبب للوفاة الغير طبيعية وخصوصا في فئة الشباب.

فكم من عائلة شردت او ضاعت بعد رحيل احد افرادها نتيجة حادث مروري وكم من ابتسامة طفل بريئة اغتيلت نتيجة تهور احدهم في القيادة وكم من شاب فقد الأمل في مستقبله بعد ان اقعدته الاصابة التي كانت نتيجة تهوره.وهنا نرفع أصواتنا متسائلين: اليس حريا بنا ان نلتزم القوانين لكي لا نحرم الاخرين فرحتهم؟؟ فاذا كان بعضنا لا يخاف على نفسه فيجب عليه ان يفكر في من هم حوله ممن تهمهم سلامته.

نقرأ دائما وكثيرا ما يبدأ رجال المرور محاضراتهم الخاصة بالسلامة بعبارة:

السلامة المرورية مسؤلية الجميع.

وبالفعل وكمعنى مباشر وحتى دون التعمق في هذا الشعار نجد ان السلامة المرورية لن تحدث الا اذا تعاونا جميعا في سبيل تحقيقها وهذا ليس صعبا ابدا خصوصا اذا عرفنا ان ذلك لا يتطلب اكثر من التزامنا بانظمة السير التي وضعت بعد دراسات عميقة. وايضا اذا وضعنا نصب اعيننا وجود من يخاف علينا ووجود من نخاف عليهم من حولنا..
للأسف فأن هناك الكثيرون الذين لا يلتزمون بقوانين المرور الا في حالات معينة مثل علمهم بوجود نقطة تفتيش للسرعة أو وجود رجل المرور في مكان ما أو بداخل سكن الشركة الذي تطبق فيه القوانين بشكل صارم. وهنا نتسائل هل الألتزام بالأنظمه سببه الخوف من العقاب أم الخوف من النتائج؟

ان التزامنا بالقوانين المروية ليس قيداً وعدم تطبيقنا لها ليس شجاعة أو جرأة…هذه القوانين وجدت للحفاظ على سلامتنا نحن ومن حولنا لذا فكان لزاماً علينا اتباعها بشكل تام. ولو اتبع الجميع الانظمة المرورية بحذافيرها لقلت نسبة الحوادث دون شك وربما تنعدم نهائياً.

لنأخذ السرعة كمثال على ذلك حيث نعلم جميعا ان السرعة هي السبب الاول في الحوادث المؤدية للوفاة او الاصابات المقعدة.

كثيرون منا يسرعون في القيادة من وقت لاخر خصوصاً اذا كانوا متاخرين عن امر ما ولكن لنحسبها علميا :

لنفرض ان المسافة بين مكان الشخص ووجهته التي يريد هي 40 كيلومتر

ونعلم ان السرعة= المسافة/الزمن  وهذا يعني ان الزمن = المسافة/السرعة

فاذا كان الشخص يمشي بسرعة 120 ك/س—- > الزمن = 40/120 = 0.333 ساعة = 20 دقيقة

واذا كان بسرعة 140 ك/س  —- > الزمن = 40/140 = 0.28 ساعة = 17.14 دقيقة

واذا كان بسرعة 160 ك/س —- > الزمن = 40/160 = .25 ساعة = 15 دقيقة

هذا طبعا اذا افترضنا باننا سنسير بالسرعة المذكورة منذ البدابة وطوال المسافة وهذا أمر مستحيل بالطبع.

فهل تستحق هذه الخمس دقائق احتمال دفع حياتك او حياة غيرك ثمناً لها؟؟

هذا مجرد مثال بسيط وهناك العديد من الانظمة المرورية التي لو تمعن الفرد منا لها جيدا لعرف من تلقاء نفسه انها لم توضع الا لسلامة الجميع والتزامنا بها يثبت للجميع باننا بلد حضاري بكل معانيه.

يقام سنويا اسبوعا للمرور تتم من خلاله تكثيف عمليات التثقيف المروري وتوزيع الكتيبات التوعوية و التاكيد على اهمية التوعية المرورية الأمر الذي يلعب دورا عظيما وساميا في الحد من الكوارث المرورية التي تودي بارواح الابرياء على الطريق عدا ما يترتب عليها من أثار اجتماعية وامنية واقتصادية ولكن أسبوعا واحدا لا يكفي خصوصا ان عدد السائقين الجدد يزداد بشكل يومي وتزداد معه مسببات الحوادث نتيجة لقلة الوعي ويجب ان تستمر مثل تلك الحملات بشكل مستمر.

وختاما دامت ايامنا جميعها اسابيعاً للمرور…وكل اسبوع وانتم بخير

المقال نشر في جريدة القافلة لعدد 12 فبراير 2008

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll Up